مانشستر يونايتد وتشيلسي ينقلان معركة القوة إلى موسكو

بعدما فرضت كرة القدم الانجليزية سيطرتها على دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الموسم وشهدت البطولة هذا الموسم تأهل فريقين من إنجلترا إلى المباراة النهائية تترقب جماهير الكرة الاوروبية نهائيا مثيرا عندما تنتقل معركة القوة غدا الاربعاء إلى العاصمة الروسية موسكو.

ويسعى مانشستر يونايتد إلى الفوز باللقب الثالث له في دوري أبطال أوروبا عندما يلتقي تشيلسي في معركة إنجليزية خالصة على اللقب الاوروبي.

في المقابل يسعى تشيلسي إلى الحصول على نصيب من الكعكة الاوروبية حيث لم يسبق له أن توج بلقب البطولة كما ستكون المباراة النهائية غدا على استاد "لوجنيكي" بالعاصمة الروسية موسكو أول نهائي يشارك فيه بدوري أبطال أوروبا.

ويجمع النهائي فريقين من إنجلترا للمرة الاولى في تاريخ البطولة وقد يكون ذلك أمرا منطقيا بعد وصول فريق من إنجلترا إلى المباراة النهائية في المواسم الثلاثة الماضية بالاضافة لوصول ثلاثة فرق إنجليزية إلى المربع الذهبي في البطولة هذا الموسم.

واستفاد الدوري الانجليزي لكرة القدم من عولمة كرة القدم عبر امتلاك بعض الاجانب للاندية الانجليزية ودخول الاستثمارات الاجنبية في الاندية الانجليزية بالاضافة إلى تعاقد هذه الاندية مع عدد من اللاعبين الاجانب.

ورغم ذلك هناك العديد ممن ينتقدون تكلفة السيادة الحالية للكرة الانجليزية على دوري الابطال.


ولن تزعج هذه الانتقادات مشجعي الفريقين الذين بدأوا بالفعل الزحف إلى العاصمة الروسية موسكو لتشجيع ومساندة الفريقين في المباراة النهائية غدا ويبلغ عددهم أكثر من 40 ألف مشجع إنجليزي.

ويسود الامل في إنجلترا وروسيا أن يظل سلوك هؤلاء المشجعين في أفضل حالاته.

ولن يقلق ذلك أي من من المدربين سير أليكس فيرجسون المدير الفني الاسكتنلندي لمانشستر يونايتد والاسرائيلي أفرام جرانت المدير الفني لتشيلسي حيث يهتم كلاهما فقط بنتيجة المباراة.

ويختلف المدربان كثيرا في الخبرة والتاريخ التدريبي لكن أهم ما يميزهما أن فريقيهما نجحا سويا في الفوز بآخر أربعة ألقاب في الدوري الانجليزي.

وقضى فيرجسون 22 عاما في تدريب مانشستر يونايتد وحصد خلال مسيرته التدريبية أكثر من 20 لقبا مما يجعله يتفوق بفارق كبير للغاية على جرانت الذي حقق نجاحا جيدا في تدريب الاندية الاسرائيلية لكنه لم يتول مسئولية
تدريب تشيلسي إلا في أيلول/سبتمبر 2007 .

وقاد فيرجسون فريقه إلى الفوز بلقب الدوري الانجليزي في الموسم الحالي متفوقا على تشيلسي للموسم الثاني على التوالي.

وقال فيرجسون بعد أن قاد مانشستر هذا الموسم للقب العاشر في الدوري الانجليزي تحت قيادته "لو خسرنا اللقب كانت ستصبح صدمة قوية لنا لكننا نخوض بقوة نهائي دوري أبطال أوروبا".

ويأمل فيرجسون حاليا في الفوز بلقب دوري الابطال ليكون الثاني له مع الفريق حيث أحرز اللقب عام 1999 بالفوز المثير في النهائي على بايرن ميونيخ الالماني 2/1 في مدينة برشلونة الاسبانية.

وتأتي مباراة الغد بعد 40 عاما من فوز مانشستر يونايتد باللقب الاول له في البطولة وبعد 50 عاما من كارثة تحطم الطائرة التي كانت تقل الفريق خلال رحلة العودة من إحدى المباريات الاوروبية حيث تحطمت الطائرة في مدينة
ميونيخ الالمانية وأسفر الحادث عن مقتل 23 راكبا من بينهم ثمانية لاعبين.

وقال فيرجسون إن التحدي الاكبر له حاليا سيكون القرار الخاص بمن يخرج من التشكيل الاساسي للفريق وأيضا من يخرج من قائمة البدلاء في مباراة الغد.

ورغم ذلك يبدو مكان لاعب خط الوسط المخضرم بول سكولز محجوزا في مباراة الغد بعد أن سجل هدف الفوز على برشلونة الاسباني في الدور قبل النهائي للبطولة والذي غاب عن المباراة النهائية للبطولة عام 1999 بسبب الايقاف.

وكانت آخر مرة التقى فيها الفريقان في مباراة نهائية هي مواجهتهما في نهائي كأس إنجلترا عام 2007 واعترف فيرجسون بأن الهزيمة أمام تشيلسي فيهذه المباراة ما زالت تجرحه.

ويتوقع فيرجسون أن تكون مباراة الغد مختلفة كثيرا عن نهائي كأس إنجلترا العام الماضي والتي عانى فيها مانشستر يونايتد من الاجهاد لينجح تشيلسي بقيادة مدربه البرتغالي السابق جوزيه مورينيو في الفوز باللقب.

وقال فيرجسون "أعتقد أنها ستكون معركة بريطانية لكنها ستختلف عن نهائي كأس إنجلترا.. إنني واثق من ذلك. سنكون أكثر نشاطا. ومن ثم فإنني أتوقع أداء أفضل من فريقي".

وينتظر ألا يغير تشيلسي من أسلوب أدائه المنظم جيدا رغم مطالبة الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك النادي للمدرب أفرام جرانت بتقديم أسلوب لعبأكثر جاذبية.

وإذا حقق تشيلسي الفوز في مباراة الغد فإنه لن يحرز لقب المسابقة للمرة الاولى في تاريخه فحسب بل إنه سيساعد مدربه جرانت في التصدي للشائعات والجدل المستمر بشأن حاجته إلى الفوز بأي لقب ليضمن استمراره مع الفريق.

وقال جرانت "في كل مرة تصنع فيها التاريخ تريده أن يكون أساسا للمستقبل.. نشعر بسعادة بالغة لوصولنا إلى المباراة النهائية لدوري الابطال للمرة الاولى في تاريخ تشيلسي ولكننا لا نريد الاكتفاء بهذه السعادة".

وأضاف "نريد أن نتقدم ونحقق المزيد. لدينا مباراة غدا الاربعاء وبعدها سنتحدث عن المستقبل ولكنني أعد بأن المستقبل سيكون جيدا للغاية في تشيلسي".

ومن بين لاعبي تشيلسي المتعطشين لإحراز اللقب يبرز اللاعب الالماني مايكل بالاك والذي لعب دورا كبيرا في انتصارات الفريق في النصف الثاني من الموسم.

ويملك بالاك خبرة المباريات النهائية بدوري الابطال حيث سبق له أن لعب ضمن فريق باير ليفركوزن الالماني عندما خسر المباراة النهائية للبطولة عام 2002 أمام ريال مدريد الاسباني في جلاسجو باسكتلندا.

وقال بالاك إن ليفركوزن لم يكن مرشحا قويا للفوز على ريال مدريد وقتها لكن مباراة الغد لا تشهد تفضيل أي من الطرفين على الاخر فالكفتان متساويتان.

وقال بالاك "مانشستر يونايتد فريق كبير ولذلك ندرك أن المباراة ستكون اختبارا هائلا بالنسبة لنا. ولكن مستوانا بدا جيدا بدرجة كافية في الشهور القليلة الماضية ليمنحنا الثقة الكبيرة قبل خوض النهائي غدا في موسكو".

كما يملك كلا من أشلي كول والبرازيلي جوليانو بيليتي نجما دفاع تشيلسي خبرة اللعب في نهائي دوري الابطال فقد لعبا في نهائي البطولة الموسم قبل الماضي ومن خلال فريقين متنافسين حيث التقى في تلك المباراة النهائية فريقا برشلونة الاسباني وأرسنال الانجليزي.

وكان كول وقتها لاعبا في صفوف أرسنال كما سجل بيليتي هدف الفوز لبرشلونة قبل تسع دقائق من نهاية تلك المباراة.

وصرح كول لموقع الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (يويفا) على الانترنت بأن بيليتي ما زال يتحدث عن تلك المباراة في كل وقت وأنه يرغب الان في نسيانها من خلال فوز جديد.

وأضاف "إنه أحد أفضل الانتصارات.. وتبرز هذه المباراة ضمن أكبر المباريات التي يريد أي لاعب المشاركة فيها. وإذا لعبت فيها سيكون إنجازا رائعا في مسيرتي.. نشعر بخيبة أمل لعدم حصولنا على لقب الدوري الانجليزي لكن الوضع يختلف تماما في دوري الابطال. سنخوض المباراة ونحن نركز على تحقيق الفوز لان ذلك سيكون إنجازا رائعا للفريق .